لحسن الحظ صورة الغلاف لن تجلب المتاعب بسب الحقوق الفكرية، هي من تصويري الخاص ، وبما أن الفكرة تسللت من اللاشعور وجلبت لي المتاعب أيضا في اختيار عنوان لهذه المدونة الغير مقيدة ، لم أجد أفضل من هذه الصورة للتعبير المجازي لمحتوى المدومنه الغير ملتزم بتقنيات وادبيات الكتابة، اخترت التناقض بين البحر والصحراء وممراتها والشعور باللحظة.
لست على قدر من الأهمية لكتابة سيرة ذاتية لسبب بسيط جدا هو أنني لم أكن مهما إلا لنفسي وعائلتي، وعليه لا حاجة لمزاحمة المكتبة العربية باسم مغمور حسب معايير الشهرة و المكانة والبسالة والبطوله ،الشهرة والمكانة محل ذم مستمر معي منذ الصغر لسبب لا أعرفه وربما كان هذا سبب تسامحي الدائم مع نفسي في الرحيل عن مناطق الصراع التنافسي الحاد على المكانة برغم ان اغلب الباحثين النفسيين يتفقون أن صنائع العقل الظاهر العربي نتيجة الدوافع الكامنة في اللاوعي عند الانسان العربي المتمثلة في الشهرة والفروسية والزعامة.
لأخفي سرا أنني الجأ إلى الكتابة بهذيان مفرط عندما أشعر انني أفقد القدرة على إقناع الاخرين أنني صالح للاستخدام، والرهبة من ايداعي على الرف بذريعة التقاعد أو التقدم بالسن، كل مره اشعر بإخفاق داخلي ابدأ بكتابة غير منتظمة تحت عنوان صناديقي السوداء -المعنونة بـ لست على القدر من الأهمية- وتبدأ بالمقدمة التالية: "بعد ارتطام مركبة منتصف العمر بجبال الجليد على قمة الهرطقات في إقليم الثرثرة التابع -أدبيا- لفصيلة المتطفلين على الثقافة الجدد! " وبعد مراجعة دقيقة اتضح ان هذا المنهج مبتذل وعدلت عنه. بما إن الاب – أي أبو – نموذج يحترم لدى الأبناء بغض النظر من هو وماذا فعل، قررت أن اخاطب ابنتي – الوحيدة- أسيل في سيرة غير ذاتية وغير تقليدية تميل الى اقصى درجات الحياد الادبي والفكري – على الأقل انا اعتقد ذلك – وربما ترثها كذكرى على الرف تحتفي بها عند الشدة والرخاء وربما تجد فيها الوصايا الصالحة والغير صالحة للاستخدام البشري مثل علب التونة التي انتهى تاريخها واستمرينا بتناولها لعدة أشهر وباتت صالحة بالتجربة برغم التحذيرات.