22 Aug
22Aug

قبول فكرة الاستغناء الكامل

لا أعتقد ان نقص البروتين في التغذية في الصغر سببا كافيا للبلاده أو الغباء لتبرير الفشل، هناك أسباب تتعلق بالإطار الفكري للنشأة تؤثر على العقل الباطن أو اللاشعور، تقييد العقل في اطار معين يتم من خلال الرغبات النفسية المكبوتة مثل حب الشهرة والشجاعة والفروسية ( التفوق عند العرب) وقيود الجماعة مثل الطبقة والحالة المادية والقبيلة والدين والقيود الحضارية المتعلقة بالمكان, المسألة ليست ذكاء أو غباء !  

من يولد في بيئة ممكنة غالبا لن يمر بتجربة الفشل وغير ذلك هراء, لانه سيجد الدعم والطمأنينة لإعادة المحاولة، من النادر جدا كتابة قصة بدئت من الصفر بدون فشل ذريع، الفرق هو الاصرار أو قبول فكرة الانسحاب الكامل وهذا موضوعنا. 

من الممكن القول بأن توقع الفشل بشكل دائم يجذب الفشل وهذه حقيقة نفسية تكلم عنها الكثير، في حياتي المهنية والخاصة مررت بمراحل عبور سهلة ومعقدة بنفس الوقت، التحديات جزء من صناعة الشخصية الصلبة وهذه قناعة لا بأس بها، المثير هنا أني وجدت المتعة في الرحيل - الاستغناء- عند الفشل ذو قيمة أعلى من النجاح ذاته في كل شىء! مع استبعاد فكرة الاحباط والعامل النفسي لان اعراضها غير مرئية وليست مقنعة على الأقل، أظن ان السخرية عزاء لا يستهان به لذلك اختفت الاعراض. 

أفضل مايمكن قوله في التسليم والرحيل أنه شعور يمنح الطمأنينه للتعامل مع الرغبات والشهوة، لا أكترث بالرد على تهمة التشاؤم والسوداويه لانها جزء أصيل من التسليم … التسليم الكامل. تطويع النفس لقبول الكفاية المادية صعب للغاية لأن الإنسان جبل على ملاحقة ومطاردة الدنيا … المال والبنون! يكفي أن يتكرر الفشل بالإرادة لترببة النفس على قبول الحد الأدنى، لكنها تخونك عندما تجد منافذ تتسرب منها للبريق … بريق الأنا .. ثمن الحرية باهض، لذلك يتم (تقسيطها) عليك بفشل متكرر لكي تقنع وتلحق بركب المغادرين إلى العائلة والشجر والناس ورائحة التراب … سيكون ثمن تذكرة الرحيل أرخص عندما تشعر بوخز الإشارات التي تهمس في إذنك ( انت طير حر)!!!! 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.