19 Oct
19Oct

ودع النيل زخم التدفق المهيب وتبدد في تفريعاتة عندما حللت ضيفا على العم محمود، حشرجت اصواتنا بعيون رطبه عند اللقاء على زاوية رصيف في نواحي المحلة الكبرى حيث نشأ ثم ارتحل ثم عاد. 

العبرات تشبة المكان حيث الدلتا والفراق  ، علت الضحكات هربا من الدموع و اختلطت بالذكرى وشجون الحديث، إنها البهجة الكامنة في آلم الاشتياق للتو انفجرت ، تذكرنا السنين التي خلت وشيء من الحنين للماضي علها تعزي السكون المعتاد القاتل الذي أوقفنا عند أبواب الشفقة ، لا شيء يسلي أكثر من الحديث والذكريات وضحكات الاحفاد والسخرية من ماتبقي من أمنيات ساذجه . 

الروح المصرية أصيلة وعميقة لا يمكن أن تتغير، مازال التراحم قائما ، عمليا رأيت علامات القبول والرضا تجسد الايمان الحقيقي بالله وبالوطن والارض ، السمة الثابته للمصريين مهما تلون الحراك الإجتماعي على مر التاريخ . لا غرابة أن تكون مصر قبلة العالم قديما وحديثا ، هي بالفعل عبقرية المكان في شخصية مصر كما وصفها جمال حمدان. 

وجدت محمودا قد شاخ جسده وبقيت روحة شابة متشبثة بالأمل والقبول ومخزون طاغي من المرح بثه للابناء والاحفاد ، سعدنا باللقاء كثيرا وجددنا أواصر المحبة على مائدة تبادل الفكاهة والسمك والفاكهة! 

إنه لمن البهجة أن نرى الاحفاد يرثون هذه العلاقة الاستثنائية التي تجاوزت العلاقات التقليدية لماديات الهجرة والعمل، الاحترام والمحبة هي الأصل وهي الأثر الباقي مدى الدهر.

أختم بأن هذا اللقاء لتوطيد العلاقة الإنسانية هو أفضل مايمكن توثيقة وتوريثة كدرس للاهتمام بالمودة والرحمة والامتنان ، الانشغال بالحياة ومتطلباتها لن يجلب الرضا حتى مع الوفرة ! 

   


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.